بنو عبد شمس بالقيادة، وآلت القيادة إلى أبي سفيان والد معاوية، والخلاصة أن القيادة أو الزعامة في مكة حسمت بهذه الصيغة واستقرت أوضاعها ولم يعد من مصلحة أي بطن زعزعة أو هز هذه الصيغة في ظل الأوضاع السائدة آنذاك.
2 - التميز الهاشمي مصدر قلق لبطون قريش عامة والبطن الأموي خاصة هاشم أول من سن رحلتي الشتاء والصيف، وفي السنين العجاف لم يكن لمكة غير هاشم يطعم الناس ويشبعهم، وكان يقال له أبو البطحاء وسيد البطحاء وكان يحمل ابن السبيل ويؤمن الخائف، وينهى عن أكل الحرام، ويجالس الملوك فكثيرا ما دخل على النجاشي وقيصر وأكرموه مما جعل من هاشم قائدا فعليا أو زعيما فعليا لمكة ولبطون هذا التميز، آثار حسد أمية واعتبر هذا التميز خطرا يتهدد حصته (القيادة) 4 لذلك تكلف أن يصنع مثل هاشم فعيرته العرب بذلك ثم نافر هاشما وقضي بأن هاشما هو الأفضل وخسر أمية الرهان وجلي عن مكة) 5 وترك هاشم عبد المطلب، وسريعا ما تخلق بأخلاق أبيه فنهى عن الظلم والبغي ودنيات الأمور، وقال إن وراء هذه الدار دار يجزى فيها المحسن بإحسان ويعاقب فيها المسيئ بإسائته وحث على الوفاء بالنذر، ومنع نكاح المحارم ونهى عن قتل الموؤودة، وحرم الخمر والزنا، وأكرم الجار ورعى الزمام فقد قاطع حرب بن أخيه لأنه قتل يهوديا ولاحقه حتى أخذ الدية وأعطاها لابن عم اليهودي، وهو الذي كشف ماء زمزم واستخرج منها غزالين من ذهب وأسياف وحلى بها الكعبة وكانت رؤياه حقا، ودعاؤه مستجاب، وكان يفي بالعقود ولا يظلم ولا يغدر وكان يحرم أكل الميتة وكان يقال له الفياض لجوده) 6 ومن المؤكد إن هذه الصفات والمزايا العالية تجعل من صاحبها زعيما وقائدا فعليا تهفو له العقول السليمة