ابتلاءات الأمم - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ٣٠٠
حفظه أصعب من حفظ الدين. أحرى أن تباح كتابته خوفا من دخول الريب والشك فيه (1)، والكتابة أوكد الحجج، ببطلان ما يدعيه أهل الريب والضلال، فالمشركين لما ادعوا بهتانا اتخاذ الله سبحانه بنات من الملائكة، أمر الله تعالى رسوله أن يقول لهم * (فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين) * (2).
والنبي (ص) أمر بكتابة العلم وقال " قيدوا العلم بالكتاب " (3) وعن رافع قال " خرج علينا رسول الله (ص) فقال: تحدثوا. وليتبوأ من كذب علي مقعده من النار، قلت: يا رسول الله إنا لنسمع منك أشياء فنكتبها؟
قال: اكتبوا ولا حرج " (4)، وعن أبي هريرة قال: ليس أحد من أصحاب النبي (ص) أكثر مني حديثا عن رسول الله إلا ابن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب " (5).
وروي أن النبي (ص) قال " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " (6)، وكان يقول " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه " (7)، وقال " تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم " (8).

(1) تقييد العلم / الخطيب البغدادي ص 34.
(2) سورة الصافات آية 157.
(3) رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (الزوائد 152 / 1) وابن عبد البر (جامع العلم 86 / 11).
(4) رواه الطبراني (الزوائد 151 / 1) والخطيب وسمويه (كنز العمال 232 / 10).
(5) رواه الترمذي وصححه (الجامع 40 / 5).
(6) رواه أحمد (الفتح الرباني 191 / 1) والحاكم (المستدرك 109 / 1).
(7) رواه أحمد (كنز العمال 220 / 10) والترمذي وابن حبان في صحيحه (كنز 221 / 10).
(8) رواه أحمد وأبو داوود والحاكم (كنز 223 / 10).
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست