تأويلهم إلى تعطيل الحكم بالكتاب، ولما كان الكتاب مع كونه جامعا لكل شئ لا يحقق دوام الهداية وعدم الاختلاف. بدليل أن الضلال وقع والتفريق وقع فعلا، فإن الأمن من الضلال لا يكون إلا بالكتاب. ومعه الطاهر الذي يتأوله، ويمكن للباحث أن يستنتج ذلك، إذا ربط بين أمر الرسول وهو على فراش المرض. وبين البلاغ الذي أقام به الحجة قبل ذلك، فيوم الصحيفة قال (ص) " آتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " (1) وفي بلاغة. قال (ص) " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي. أحدهما أعظم من الآخر. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (2).
(٢٦٧)