الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٣٥
"... حينئذ قال أندراوس: " لقد حدثتنا بأشياء كثيرة عن مسيا، فتكلم بالتصريح لنا بكل شئ "، أجاب يسوع: " كل من يعمل، فإنما يعمل لغاية يجد فيها غناء، لذلك أقول لكم إن الله لما كان بالحقيقة كاملا، لم يكن له حاجة إلى غناء، لأنه الغناء عنده نفسه، وهكذا لما أراد أن يعمل، خلق قبل كل شئ نفس رسوله، الذي لأجله قصد إلى خلق الكل، ولكي تجد الخلائق فرحا وبركة بالله، ويسر رسوله بكل خلائقه التي قدر أن تكون عبيدا له، ولماذا وهل كان هذا هكذا إلا لأن الله أراد ذلك. الحق أقول لكم إن كل نبي متى جاء، فإنه إنما يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله، ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه، ولكن رسول الله متى جاء، يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده، فيحمل خلاصا ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه وسيأتي بقوة على الظالمين، ويبيد عبادة الأصنام، بحيث يخزي الشيطان لأنه هكذا وعد الله إبراهيم قائلا: " انظر! فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيما، هكذا سيفعل نسلك " (1)...
(و) وجاء في الفصل الرابع والأربعين، من إنجيل برنابا، عند الحديث عن هل كان العهد لإسماعيل أو لإسحاق، ومن ذرية من مسيا:
" حينئذ قال التلاميذ: يا معلم! هكذا كتب في كتاب موسى، إن العهد صنع بإسحق "، أجاب يسوع متأوها: " هذا هو المكتوب، ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله، الحق أقول لكم إنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل، تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا، لأن الملاك قال:
" يا إبراهيم! سيعلم الله كيف يحبك الله، ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله، حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله "، أجاب إبراهيم: " وها هو ذا عبد الله، مستعد أن يفعل كل ما يريد الله "، فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا:
" خذ ابنك بكرك إسماعيل، واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة "، فكيف يكون إسحق البكر، وهو لما ولد، كان إسماعيل ابن سبع سنين؟! "، فقال حينئذ

(1) راجع ص 68 - 70 من إنجيل برنابا.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»