الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ١٨٢
فكيف تثبت مملكته، وإذا كان أبناؤكم يخرجون الشياطين بالكتاب الذي أعطاهم إياه سليمان النبي، فهم يشهدون إني أخرج الشيطان بقوة الله (1)... " معجزة شفاء العمى:
ولقد جاء في الفصلين السادس والخمسين بعد المائة والسابع والخمسين بعد المائة من إنجيل برنابا عن شفاء رجل ولد أعمى:
" لما اجتاز يسوع من الهيكل بعد أن صلى صلاة الظهيرة، وجد أكمه، فسأله تلاميذه " أيها المعلم! من أخطأ في هذا الإنسان حتى ولد أعمى، أبوه أم أمه؟ " أجاب يسوع " لا أبوه أخطأ فيه ولا أمه، ولكن الله خلقه هكذا، شهادة للإنجيل "، وبعد أن دعا الأكمه إليه، تفل على الأرض وصنع طينا، ووضعه على عيني الأكمه، وقال له " اذهب إلى بركة سلوام واغتسل "، فذهب الأكمه، ولما اغتسل أبصر... ولما عاد الرجل الذي كان أكمه إلى الباب الجميل من الهيكل، امتلأت أورشليم كلها بالخبر، لذلك أحضر إلى رئيس الكهنة الذي كان يأتمر مع الكهنة والفريسيين على يسوع، فسأله رئيس الكهنة قائلا: " هل ولدت أعمى أيها الرجل! "، أجاب " نعم "، فقال رئيس الكهنة " ألا فاعط مجدا لله وأخبرنا أي نبي ظهر لك في الحلم وأنا لك نورا، أهو أبونا إبراهيم أم موسى خادم الله أم نبي آخر؟ لأن غيرهم لا يقدر أن يفعل شيئا نظير هذا "، فأجاب الرجل الذي ولد أعمى " إني لم أر في حلم، ولم يشفني لا إبراهيم ولا موسى ولا نبي آخر... فسأله رئيس الكهنة عن اسم ذلك الرجل، فأجاب الرجل الذي ولد أعمى " إنه لم يذكر لي اسمه، ولكن رجلا رآه، ناداني وقال " اذهب واغتسل كما قال ذلك الرجل، لأنه يسوع الناصري نبي إلى إسرائيل وقدوسه "! فقال حينئذ رئيس الكهنة " لعله أبرأك يوم

(1) راجع ص 108 من إنجيل برنابا. ثم قال " لعمر الله إن التجديف على الروح القدس لا معفرة له... ". والله تعالى هو القدوس، أما روح القدس، من غير أداة التعريف، فهو جبريل عليه السلام.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»