وآيات على فرعون وعلى سائر رجاله وعلى شعب أرضه كله، لأنك علمت أنهم تجبروا عليهم، فأشهرت بهذه العجائب اسمك إلى هذا اليوم، 11 إذ فلقت البحر أمام آبائنا، فاجتازوا في وسطه على اليابسة، وطرحت مطارديهم في الأعماق كما يطرح حجر في مياه هائجة، 12 وهديتهم بعمود سحاب نهارا، وبعمود نار ليلا، لتضئ لهم طريقهم التي هم فيها سالكون، 13 ونزلت على جبل سيناء وخاطبتهم من السماء، وأعطيتهم أحكاما مستقيمة وشرائع صادقة وفرائض ووصايا صالحة، 14 ولقنتهم حفظ سبتك المقدس، وأمرتهم بممارسة وصايا وفرائض وشرائع على لسان موسى عبدك، 15 وأشبعت جوعهم بخبز من السماء، وفجرت لهم ماء من الصخرة إرواء لعطشهم، وأمرتهم أن يدخلوا ويرثوا الأرض التي أقسمت أن تهبها لهم.
16 ولكن أسلافنا وآباءنا طغوا وقسوا قلوبهم ولم يطيعوا وصاياك، 17 وأبوا أن يسمعوا، وتجاهلوا عجائبك التي أجريتها لهم، وأغلظوا قلوبهم، ثم تمردوا ونصبوا عليهم قائدا ليرجعوا إلى عبوديتهم، ولكنك إله غفور وحنان ورحيم وحكيم وكثير الإحسان، فلم تتخل عنهم، 18 مع أنهم سبكوا لأنفسهم عجلا وقالوا: هذا هو إلهكم الذي أخرجكم من مصر! فاقترفوا بذلك إثما عظيما.
19 فأنت بفائق رحمتك لم تنبذهم في الصحراء، ولم يفارقهم عمود السحاب الذي هداهم في الطريق نهارا، ولا عمود النار الذي أضاء لهم مسالكهم التي يسيرون فيها ليلا. 20 وأنعمت عليهم بروحك الصالح ليلقنهم، ولم تمنع منك عن أفواههم، ووفرت لهم ماء لإرواء عطشهم. 21 وعلتهم طوال أربعين سنة في الصحراء، فلم يعوزهم شئ، ولم تبل ثيابهم ولا تورمت أقدامهم، 22 ووهبت لهم ممالك وأمما، ووزعت عليهم أنصبة في أقصى البلاد فامتلكوا بلاد سيحون وأرض ملك حشبون وديار عوج ملك باشان، 23 وأكثرت نسلهم فصاروا كنجوم السماء عددا، وأتيت بهم إلى الأرض التي وعدت آباءهم أن يدخلوها ويرثوها، 24 فاستولى عليها الأبناء وورثوا الأرض بعد أن أخضعت لهم سكانها الكنعانيين، وأسلمتهم لهم مع ملوكهم وأمم البلاد ليصنعوا بهم حسب ما يطيب