لقد أرسل بالاق بن صفور ملك موآب إلي قائلا: 11 ها قد خرج شعب من مصر يغشي وجه الأرض. فتعال الآن والعنه لي، لعلي أقدر على محاربته وطرده.
12 فقال الله لبلعام: لا تمض معهم ولا تلعن الشعب لأنه مبارك. 13 فنهض بلعام في الصباح وقال لرؤساء بالاق: انطلقوا إلى دياركم، لأن الرب أبى أن يأذن لي بالذهاب معكم. 14 فانطلق رؤساء موآب وأبلغوا بالاق أن بلعام رفض أن يحضر معهم.
الله يسمح لبلعام بمرافقة الوفد 15 فعاد بالاق وبعث أيضا عددا من الرؤساء أكبر، وعظماء أكثر من الرؤساء الأولين. 16 فقدموا على بلعام وقالوا: هذا ما يقوله لك بالاق بن صفور: 17 لا تتقاعس عن المجئ إلي، لأنني سأبالغ في إكرامك، وكل ما تطلبه أفعله، فتعال الآن والعن هذا الشعب. 18 فأجاب بلعام رسل بالاق: لا يمكنني أن أعصى أمر الرب إلهي في أي عمل صغير أو كبير، ولو أغدق علي بالاق ملء قصره فضة وذهبا. 19 فالآن، اقضوا هنا ليلتكم لأعلم بماذا يعود الرب فيوصيني به.
20 فتراءى الله لبلعام ليلا وقال له: إن جاء الرجال يستدعونك فقم وامض معهم، إنما لا تنطق إلا بما آمرك به فقط.
أتان بلعام 21 فنهض بلعام صباحا وأسرج أتانه، وانطلق مع رؤساء موآب. 22 فاحتدم غضب الله لأنه مضى معهم، فاعترضه ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على أتانه وغلاماه معه. 23 فأبصرت الأتان ملاك الرب منتصبا في الطريق، وقد استل سيفه بيده، فحادت عن الطريق ومشت في الحقل. فضربها بلعام ليردها إلى الطريق. 24 ثم وقف ملاك الرب في ممر للكروم يقوم على جانبيه حائطان.
25 فلما شاهدت الأتان ملاك الرب زحمت جانب الحائط وضغطت رجل بلعام عليه، فضربها أيضا. 26 ثم اجتاز به ملاك الرب ووقف في موضع ضيق، لا سبيل