وحشركم الله معهم، وفرق بينكم، وبين أهل بيت الرسالة والنبوة بحبكم لأعدائهم والمرء مع من أحب.
نعم أنتم لا تفهمون كل ذلك، ولا اعتداد بكم بعدما أدرك ذلك كثيرون من علماء أهل السنة، ودافعوا عن الإسلام، ومناهجه، وتعاليمه ووقفوا في وجه هذه الحكومات حتى لا يزعم جاهل أن الإسلام أتى بها، وأن مناهجها كانت إسلامية، وأن أنظمته كانت مما يقره الإسلام، وأوضحوا وإن كان الأمر في نفسه، في كمال الوضوح أن هذه الحكومات لم تكن سائرة على جادة الحق، ولا على مناهج الإسلام في السياسة، والحكومة، والتعليم والتربية.
ولعمر الحق أن هذا واجب على كل من يدافع عن الإسلام، ومناهجه العادلة الراشدة.
وأيضا لما رأيتم أيها النصاب، ومصوبي أعمال معاوية، ويزيد، ومسلم ابن عقبة، والحجاج، وغيرهم من الجبابرة أنه لا يمكن الدفاع على ضوء العلم والمنطق عن هؤلاء وأمثالهم، وعما صدر عن أسلافكم من الجرائم، والجنايات وسفك الدماء بغير حق، تشبثتم تارة بحديث رويتموه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
لا تمس النار مسلما رآني أو رأى من رآني (1).
-