إن كنتم صادقين " (الآية 194).... إلى فلا تنظرون (الآية 195) يتضح مما تقدم أن التوسل لغة وشرعا لا يخرج مما يدل عليه من التزلف إلى الله تعالى بما يرضاه من الأعمال الصالحة - ومنفي غيرها من الوسائل التي يتخذها الناس في دعائهم والتقرب إلى ربهم فإنك لترى يا أخي المسلم أن آية المائدة تعطي دليلا واضحا على أن التوسل إلى الرب يكون بالإيمان التقوى وغيرها من الأعمال الحسنة لا بالنفوس والذوات كما آية الإسراء أيضا تؤيد ونلفت أنظار المؤمنين أن التقرب إليه بأشخاص المخلوقين عمل المشركين الذين خاطبهم جلا وعلا وأوضح فيها إن الذين يدعون من دونه لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا.
وأشد ما أوضح المفهوم هذا الله في آية الأعراف أي المدعوون عباد أمثالكم يعني إذا لم تستطيعون التقرب إليه مثلكم إنهم لا يستطيعون فكيف تدعون؟ وفي هذا المعنى الآيات والأحاديث متظافرة وخلاف ما يأتي في الباب من الآيات والأحاديث التي استدل المحتجون بها ليثبتوا صحة مدعاهم من جواز التوسل الممنوع ليست حججا ولا براهين إنما هي الشبهة لبست عليهم وسولت لهم.