هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ١٣٠
الخير للناس، كل الناس، حتى الذين يخالفونه في الرأي والعقيدة، ويعمل على إسعادهم، والتضحية في سبيلهم، ويهاجم الشر أينما كان، وأن يكون وديعا ورعا زاهدا، يرضى بما يجد، لا تغلبه عاطفته، وجشعه على دينه، بعيدا كل البعد عن التحزبات، ولا يجمع حوله الهمج الرعاع، ويحرض على الفوضى والغزو باسم الجهاد، ولا يتعاون مع أبناء الدنيا إلا فيما فيه الخير والهداية، وأن يعتقد اعتقادا جازما أن أي سبب من أسباب التفرقة هو طعنة مسمومة في قلب الدين والأمة وبالتالي، لا يتنازل عن شئ من واجباته مهما كان الثمن.
هذا هو رجل العلم والدين.. فهل كان محمد عبد الوهاب كذلك؟. وندع الجواب للتاريخ وحده، قال صاحب خلاصة الكلام: " قوي أمر محمد عبد الوهاب، فخافته البادية ". وبديهة أن صاحب الدين لا يخاف أحد منه، بل هو ملجأ الخائفين، وجاء في الحديث: " شر الناس من تخاف الناس من شره " وفي جغرافية " ملطبرون " ترجمة رفاعة بك: " وقوى ابن عبد الوهاب دعوته عن طريق السيف ". وفي تاريخ ابن بشر: " أمر محمد عبد الوهاب بالجهاد، وحض عليه اتباعه، فامتثلوا، وأول جيش له تألف من سبع ركائب ". ومعلوم أن هذه الركائب غزت بلاد المؤمنين بلاد لا إله إلا الله ومحمد رسول الله.. وفي تاريخ نجد للآلوسي: " كتب ابن عبد الوهاب إلى أهل نجد - وهم مسلمون - فبعضهم
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»