وفي رواية للدارقطني " من زارني متعمدا كان في جواري اليوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة ". زاد في رواية " ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة "، وفي رواية رواها ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيدا، أو قال شفيعا " والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة لا حاجة لنا إلى الإطالة بذكرها مع إجماع السلف والخلف على استحبابها حتى ظهر المنكرون لها المانعون منها. وفي هذا القدر كفاية ومقنع، لمن كان بمرأى من التوفيق ومسمع.
وبمجموع ما ذكرناه يبطل جميع ما ابتدعه محمد بن عبد الوهاب ولبس به على المؤمنين واستباح هو ومن تبعه دماءهم وأموالهم " ولم ينتدب لمحاربته ومن تبعه أحد مثل سيدنا الشريف غالب رحمه الله تعالى، فإنه قام بهذا الأمر أتم قيام وبذل فيه جميع وسعه سنين متطاولة فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، وتقدم أن الشريف مسعودا ومساعدا وأحمد بن سعيد وسرورا كل منهم لم يأذن لأحد من أتباعه في الحج ا ه كلام السيد أحمد دحلان رحمه الله تعالى.
الباب الرابع في نقل عبارات علماء المذاهب الأربعة في الرد على ابن تيمية، والكلام على بعض كتبه ومخالفته أهل السنة في بعض المسائل المهمة، ومنها اعتقاد الجهة في جانب الله، تعالى وتقدس فمن عاصره الإمام صدر الدين بن الوكيل المعروف بابن المرحل الشافعي وقد ناظره، ومنهم الإمام أبو حيان وكان صديقا له " فلما اطلع على بدعه رفضه رفضا بتا وحذر الناس منه، ومنهم الإمام عز الدين بن جماعة رد عليه وشنع عليه كثيرا ولم أطلع على كتب هؤلاء الثلاثة وإنما ذكرهم ابن حجر وغيره، ومنهم الإمام كمال الدين الزملكاني الشافعي المتوفي سنة 727 ه. قال ابن الوردي في تاريخه كان غزير العلم كثير الفنون مسدد الفتاوى دقيق الذهن وذكر له في كشف الظنون [كتاب الدرة المضية في الرد على ابن تيمية] وقد ناظره في مسائله التي شذ بها عن المذاهب الأربعة ومن أشنعها مسألة منعه شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين ولا سيما سيد المرسلين والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وبهم إلى رب العالمين " (12 - شواهد الحق)