* (فصل) * قال القاضي عياض قد عرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح رضي الله عنهم شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم ورغبتهم فيها وعلى هذا لا يلتفت إلى قول من قال إنه يكره أن يسأل الله تعالى أن يرزقه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لكونها لا تكون إلا للمذنبين فإنها قد تكون كما قدمنا لتخفيف الحساب وزيادة الدرجات ثم كل عاقل معترف بالتقصير محتاج إلى العفو غير معتد بعمله مشفق أن يكون من الهالكين ويلزم هذا القائل أن لا يدعو بالمغفرة والرحمة لأنها لأصحاب الذنوب وهذا كله خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف * * (فصل في المقام المحمود) * قال القاضي عياض ذكر مسلم من حديث جابر في المقام المحمود أنه الذي يخرج الله به من يخرج من النار * ومثله عن أبي هريرة وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم وغيرهم * وقد روى في الصحيح عن ابن عمر ما ظاهره أنها شفاعة المحشر قال فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود * عن حذيفة وذكر المحشر وكون الناس فيه سكوتا لا تكلم نفس إلا بإذنه فينادي محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك إلى آخر كلامه قال فذلك المقام المحمود * وعن كعب بن مالك يحشر الناس على تل فيكسوني ربي حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود * قال والذي يستخرج من جملة الأحاديث إن مقامه المحمود هو كون آدم ومن دونه تحت لوائه يوم القيامة من أول عرصاتها إلى دخولهم الجنة وإخراج من يخرج من النار فأول مقاماته إجابة المنادي وتحميده ربه وثناؤه عليه بما ذكر وبما ألهمه من محامده ثم الشفاعة من إراحة العرص وكرب المحشر وهذا مقامه الذي حمده فيه الأولون والآخرون ثم شفاعته لمن لا حساب عليه
(٢٠١)