الدرر السنية في الرد على الوهابية - أحمد زيني دحلان - الصفحة ٣١
واحتجاجهم هذا مردود وباطل بالأحاديث لصحيحة الصريحة في حصول الإذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة للمؤمنين وقد صحت الأحاديث بأنه صلى الله عليه وسلم يشفع لمن قل بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة إلى آخر الدعاء المشهور ولمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ولمن زار قبره صلى الله عليه وسلم وجاءت أحاديث كثيرة في أعمال من عملها حلت له الشفاعة ولو ذكرناها لطال الكلام وجاءت أحاديث صريحة في شفاعته لعصاة أمته كقوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وذكر كثير من المفسرين في قوله تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى أن كل من مات مؤمنا كان ممن ارتضى فيدخل في شفاعته صلى الله عليه وسلم فثبت بهذا كله أن الشفاعة ثابتة ومأذون للنبي صلى الله عليه وسلم فيها لكل من مات مؤمنا فالطالب للشفاعة كأنه يتوسل إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يحفظ عليه الإيمان إلى أن يتوفاه الله عليه فيدخل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ويكون من أهلها وهذا كله ظاهر لا يخفى إلا على من انطمست بصيرته والعياذ بالله تعالى ومما يعتقده هؤلاء المنكرون للزيارة والتوسل منع النداء للميت والجماد ويقولون إن ذلك كفر وإشراك وعبادة لغير الله تعالى وهذا أيضا باطل ومردود ولا مستند لهم فيه وشبهتهم التي يتمسكون بها أنهم يزعمون أن النداء دعاء وكل دعاء عبادة بل الدعاء مخ العبادة وحملوا كثيرا من الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الموحدين الذين يصدر منهم النداء المذكور وهذا تلبيس في الدين توصلوا به إلى تضليل كثير من الموحدين وحاصل الرد عليهم أن النداء قد يسمى دعاء كما في قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا لكنه لا يسمى عبادة فليس كل دعاء عبادة ولو كان كل نداء دعاء وكل دعاء عبادة لشمل ذلك نداء الأحياء والأموات فيكون كل نداء ممنوعا مطلقا سواء كان للأحياء والأموات أم للحيوانات والجمادات وليس الأمر كذلك وإنما النداء الذي يكون عبادة هو نداء من يعتقد ألوهيته واستحقاقه للعبادة فيرغبون إليه ويخضعون بين يديه فالذي يوقع في الاشراك هو اعتقاد ألوهية
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»