المشركين ومن اتبعهم من الصابئة في آخر الماية الثانية في إمارة المأمون وظهرت علوم الصابئين والمنجمين ونحوهم فظهرت هذه المقالة في أهل العلم وأهل السيف والإمارة وصار في أهلها من الخلفاء والأمراء والوزراء والفقهاء والقضاة وغيرهم ما امتحنوا به المؤمنين والمؤمنات والمسلمين و المسلمات انتهى كلام الشيخ رحمه الله فانظر في هذا الكلام وتدبره كيف وصف هؤلاء بأعظم الكفر والشرك وبالإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه وأنهم فروع المشركين والصابئة وأنهم أخذوا مأخذ القرون من قبلهم أهل الكفر وأنهم خالفوا العقل والنقل والفطرة وأنهم خالفوا جميع الرسل في قولهم وأنهم عاندوا الحق وأن أهل العلم يقولون قولهم هذا أخبث من قول اليهود والنصارى وأنهم عذبوا المؤمنين والمؤمنات على الحق وهؤلاء الذين عنا بهذا الكلام هم المعتزلة والقدرية والجهمية ومن سلك سبيلهم من أهل البدع وغيرهم والخلفاء الذين يعنيهم المأمون والمعتصم والواثق ووزرائهم وقضاتهم وفقهاؤهم وهم الذين جلدوا الإمام أحمد رحمه الله وحبسوه وقتلوا أحمد بن بصير الخزاعي وغيره وعذبوا المؤمنين والمؤمنات يدعونهم إلى الأخذ بقولهم وهم الذين يعني بقوله فيما تقدم وما يأتي أن الإمام أحمد لا يكفرهم ولا أحد من السلف وأن أحمد صلى خلفهم واستغفر لهم ورأى الإئتمام بهم وعدم الخروج عليهم وأن الإمام أحمد يرد قولهم الذي هو كفر عظيم كما تقدم كلامه فراجعه (فبالله) عليك تأمل أي هذا وأي قولكم فيمن خالفكم فهو كافر ومن لم يكفر فهو كافر (بالله عليكم) انتهوا عن الخفا وقول الزور واقتدوا بالسلف الصالح وتجنبوا طريق أهل البدع ولا تكونوا كالذي زين له سوء عمله فرآه حسنا قال الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى ومن البدع المنكرة تكفير الطائفة وغيرها من طوائف المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وهذا عظيم لوجهين (أحدهما) إن تلك الطائفة الأخرى قد لا يكون فيها من البدعة أعظم مما في الطائفة المكفرة لها بل قد تكون بدعة الطائفة المكفرة لها أعظم من بدعة الطائفة المكفرة وقد تكون نحوها وقد تكون دونها وهذا حال عامة أهل البدع والأهواء الذين يكفرون بعضهم بعضا وهؤلاء من الذين قال الله فيهم إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ (الثاني) إنه لو فرض
(٢١)