خزياته وكبت عداته تحرير الكلام في ذلك والتقصي عما هنالك فأقول وبالله التوفيق وبيده الهداية إلى سواء الطريق قال العلامة الثاني سعد الدين التفتازاني الولي هو العارف بالله وصفاته المواظب على الطاعات المجتنب عن المعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات وكرامته ظهور أمر خارق للعادات من قبله فما لا يكون مقرونا بالإيمان والعمل الصالح يكون استدراجا وما يكون مقرونا بدعوى النبوة يكون معجزة وهي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين عن الإتيان بمثله والدليل على حقية الكرامة ما تواتر عن كثير من الصحابة ومن بعدهم بحيث لا يمكن إنكاره خصوصا الأمر المشترك وإن كانت التفاصيل آحاد وأيضا الكتاب ناطق بظهورها من مريم يعني على القول بأنها ولية لا نبية وهو الصحيح (1) ومن صاحب سليمان صلوات الله وسلامه عليه وبعد ثبوت الوقوع لا حاجة إلى إثبات الجواز يعني بدعوى أن الكرامة أمر ممكن وكل ممكن جائز الوقوع ثم قال بعد كلام والحاصل أن الأمر الخارق للعادة هو بالنسبة إلى النبي معجزة سواء ظهر من قبله أم من قبل آحاد أمته وبالنسبة إلى الولي كرامة لخلوه عن دعوى نبوة من ظهر ذلك من قبله فالنبي لا بد له من علمه بكونه نبيا ومن قصده إظهار خوارق العادات ومن حكمه قطعا بموجب المعجزات بخلاف الولي انتهى كلامه مع زيادة تقرير له ومنه نظم أن
(٣)