في صور مختلفة لغلبة روحانيتهم جسمانيتهم فأحرى أن لا تنحصر أرواحهم في صورة واحده في عالم البرزخ الذي الروح فيه أغلب على الجسمانية وقالوا أيضا الولي إذا تحقق في الولاية مكن من التصور في صور عديدة وتظهر روحانيته في وقت واحد في جهات متعددة فالصورة التي ظهرت لمن رآها حتى والصورة التي رآها آخر في مكان آخر في ذلك الوقت حق ولا يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين في وقت واحد لأن فيما هنا تعدد الصور الروحانية لا الجسمانية فإذا جاز للروح أن ترى في صور عديدة في دار الدنيا لمن تحقق في الولاية فأحرى أن ترى في صور عديدة في عالم البرزخ الذي الغلبة فيه للأرواح على الأجسام ويقوى ذلك ما ثبت في السنة وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى قائما يصلي في قبره ليلة الإسراء ورآه في السماء السادسة تلك الليلة وقد أثبت السادة الصوفية عالما متوسطا بين الأجساد والأرواح سموه عالم المثال وقالوا هو ألطف من عالم الأجساد وأكثف من عالم الأرواح وبنوا على ذلك تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من عالم المثال وقد يستأنس لذلك من قوله تعالى فتمثل لها بشرا سويا فتكون الروح كروح جبريل عليه السلام مثلا في وقت واحد مدبرة لشبحه ولهذا الشبح المثالي فإذا جاز تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من العالم المثالي في عالم الدنيا ففي البرزخ أولى وعلى هذا فالذي يخرج من القبر الشبح المثالي هذا تحقيق المقام وليس وراء عبادان مقام هذا وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاته في ترجمة القطب سيدي شمس الدين الحنفي أنه قال في مرض موته من كان له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته أقضيها له فإن ما بيني وبينه غير ذراع من تراب وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل انتهى قال بعض الفضلاء علم من كونه قاله في مرض موته أن ما قال قبل ذلك ونقله عنه أيضا الشيخ عبد الوهاب الشعراني من أن الولي إذا مات انقطع تصرفه في الكون من الامداد وإن حصل مدد للزائر بعد الموت أو قضاء حاجة
(١٤)