رسالة تذكر الآثار - ابن حجر - الصفحة ٢
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لا علم لنا إلا ما علمته ولا سهل إلا ما سهلته وبعد فهذا جزء في ذكر الآثار الواردة في الأذكار التي تحرس قائلها من كيد الجن فمن ذلك آيات من القرآن على ترتيب السور كحديث أبي سعيد وحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم في الرقية بفاتحة الكتاب وهما في الصحيح قال الفقير أصلح الله تعالى شأنه وصانه عما شانه وهو ما روي عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه أنه قال كنا في مسير لنا فنزلنا منزلا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما لنا نابنه؟؟؟ برقية فرقاه فبرئ فأمر له بثلثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم أخرجه البخاري ومسلم قوله سيد الحي سليم السليم اللديغ سمى به تفألا له بالسلامة النفر ههنا الرجال خاصة أرادت أن رجالنا غيب والغيب الغائبون الحي جمع غائب قوله نابنه برقية ابنه بكذا يأبنه ويأبنه إذا اتهمه به وقد ذكر هذا الخبر في بعض شروح المشارق بوجه آخر وهو أن رهطا من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم انطلقوا في مسافرة سافروها حتى نزلوا الحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا ذلك فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شئ فلم ينفعه شئ فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الذين نزلوا بكم لعله يكون عند بعضهم شئ فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شئ فلم ينفعه شئ فهل عندكم شئ فقال بعضهم نعم والله أنا الراقي ولكن والله بعد أن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على ثلثين غنما فانطلق فجعل يتفل عليه ويقرأ
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 » »»