إذن كيف يصح القول: بأن كل الصحابة عدول، وفيهم المنافقون؟! أما عدد المنافقين فلا نستطيع إحرازه بالدقة، ولكننا سنقترب من الحقيقة إذا رجعنا إلى غزوة أحد، فقد كان عدد جيش المسلمين في هذه الغزوة ألفا كما نص على ذلك أرباب السير، وأثناء مسير المسلمين تخلف ثلث الجيش بقيادة عبد الله بن أبي زعيم المنافقين أي قرابة ٣٠٠ صحابي (١)!!
كل هذا العدد كان بين الألف ذاك!! وليس في هذا الأمر غرابة، فكلما قوي المسلمون ازدادت شوكة النفاق وانتشار المنافقين بينهم.. ومن ذلك يمكن أن نستنتج حجم عدد المنافقين بين الصحابة بعد أن اكتسح الإسلام جزيرة العرب؟! فإذا كان بين الألف صحابي قرابة ثلاثمائة منافق، فكم سيكون عدد المنافقين بين مائة وأربعة عشر ألف صحابي؟!
في أصحابي:
روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط... " (٢).
وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " أيها الناس إن فيكم منافقين، فمن سميت فليقم، قم يا فلان، ثم يا فلان حتى عد ستا وثلاثين " (٣).
إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عرف ستة وثلاثين منافقا من أصحابه وعدهم بأسماءهم، والله يقول: ﴿ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم﴾ (4) فالآية