مؤتزر بها من صوف وشملة مرتد بها، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت:
أيها العالم، أنا رجل غريب، أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال: اسأل. قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني أي شئ هذا من السؤال، إذن كيف تسأل عنه؟ فقلت: هذه مسألتي. فقال: يا بني سل، وإن كانت مسألتك حمقى.
قلت: أجبني فيها، قال: فقال لي: سل. فقلت: ألك عين؟
قال: نعم.
قال: قلت: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص. قال: قلت: ألك أنف؟ قال: نعم. قال:
قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة.
قال: قلت: ألك لسان؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به؟ قال: أتكلم به.
قال: قلت: ألك أذن؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الأصوات.
قال: قلت: ألك يدان؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما، وأعرف بهما اللين من الخشن.