مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١١٩
كانت الكبد حدباء؟ قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟ قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل طي الركبتين إلى خلف؟ قال: لا أعلم.
قال: فلم تخصرت القدم؟ قال: لا أعلم.
فقال الصادق (عليه السلام): لكني أعلم. قال: فأجب. قال الصادق (عليه السلام): كان في الرأس شؤون لأن المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد. وجعل الشعر من فوقه لتوصل بوصوله الأدهان إلى الدماغ، ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد الواردين عليه. وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلى العينين، وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه (1) الإنسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه. وجعل الحاجبان من فوق العينين ليراد عليهما (2) من النور قدر الكفاف، ألا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه.

(1) أي ينحاه ويبعده عن نفسه.
(2) في نسخة: ليرد عليهما. وفي أخرى: ليوردا.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»