مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٩٤
من جدران أربعة وعليها سقف قائم، فالكعبة بيت الله لأجل كونها ذات قوائم أربعة وعليها سقف، والقرآن يعبر عن البيت بالمكان المسقف، ويقول: * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) *. (1) فالمستفاد من الآية أن البيت لا ينفك عن السقف، هذا من جانب. ومن جانب آخر: لا يشترط في المساجد وجود السقف، هذا هو المسجد الحرام تراه مكشوفا تحت السماء ودون سقف يظلله.
وقد ورد لفظ البيوت في القرآن الكريم (36 مرة) بصور مختلفة، واستعمل في غير المسجد، يقول سبحانه: * (طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) *. (2) * (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) *. (3) إلى غير ذلك من الآيات، فكيف يمكن تفسيره بالمساجد؟
وبما أن جميع المساجد ليس على هذا الوصف، التجأ صاحب الكشاف بإقحام كلمة " بعض "، وقال: في بعض بيوت الله وهي المساجد، وهو كما ترى، وهناك حوار دار بين قتادة فقيه البصرة وأبي جعفر الباقر عليه السلام يؤيد ما ذكرنا.
حضر قتادة في مجلس الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام فقال له الإمام:
من أنت؟
قال: أنا قتادة بن دعامة البصري.
فقال أبو جعفر: أنت فقيه أهل البصرة؟
فقال: نعم. قال قتادة: أصلحك الله، ولقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم، ما اضطرب قدامك!

(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»