(ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا وعلما وعبادة وورعا).
19 - شهادة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه عنه أيضا عن مسند أبي حنيفة قال قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سئل: من أفقه من رأيت؟ قال: (جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال:
يا أبا حنيفة أن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهئ له مسائلك الشداد. فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت عليه فأومأ إلي فجلست. ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة فقال:
نعم أعرفه. ثم التفت إلي فقال: الق على أبي عبد الله من مسائلك فجعلت ألقي عليه ويجيبني فيقول: أنتم تقولون وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخل منها بشئ) ثم قال أبو حنيفة: (أليس أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس).
ورويت هذه الشهادة من أبي حنيفة باختلاف يسير لا يغير المعنى عن جامع مسانيد أبي حنيفة لقاضي القضاة الخوارزمي.