مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ١٠٤
له مناظرات كثيرة مع المرجئة والمعتزلة ومع أبي حنيفة، وبينهما حكايات، منها أن أبا حنيفة قال له يوما: يا أبا جعفر! تقول بالرجعة؟
قال: نعم.
فقال له: أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا رجعنا أنا وأنت رددتها إليك!
فأجابه في الحال: أريد ضامنا يضمن لي أنك تعود إنسانا، فإني أخاف أن تعود قردا!
وكان بارعا في الكلام إماما فيه، قال أبو خالد الكابلي: رأيت صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة، وقد قطع أهل المدينة أزراره، وهو دائب يجيب ويسألونه، فدنوت منه، فقلت: إن أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) ينهانا عن الكلام. فقال: هل أمرك أن تقول لي ذلك؟ فقلت: لا والله، ولكن أمرني أن لا أكلم أحدا.
قال: فاذهب وأطعه في ما أمرك.
فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بقصة صاحب الطاق، فتبسم أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: يا أبا خالد! إن صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض، وأنت إن قصوك لن تطير.
وورد في حديث صحيح عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وأبو جعفر الأحول، أحب الناس إلي أحياء وأمواتا ".
وقد جمع مناظراته مع أصحاب الفرق والمقالات في كتب، منها:
كتاب كلامه على الخوارج وكتاب مجالسه مع أبي حنيفة والمرجئة وله
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست