مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٣٨
قالوا: وهذا قول المتقدمين منهم، كسعيد بن جبير، والزهري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورووا عن عطاء، عن ابن عباس:
" فقال: لا أسأل، قد اكتفيت ".
والآخر: إن المراد سؤاله الأمم، والمؤمنين من أهل الكتاب، من الذين أرسلت إليهم الأنبياء..
وهذا القول حكوه عن ابن عباس كذلك، وعن مجاهد وقتادة والضحاك والسدي، في آخرين، كما قال ابن الجوزي، واختاره ابن جرير الطبري، وكثير من المتأخرين - كالآلوسي -، بل في الوسيط للواحدي (1) وتفسير البغوي نسبته إلى أكثر المفسرين، قال البغوي: " يدل عليه قراءة عبد الله وأبي: واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا " (2).. لكن ابن كثير قال: " وهذا كأنه تفسير لا تلاوة. والله أعلم " (3).
وهذان القولان هما الأول والثاني من الأقوال الثلاثة التي ذكرها ابن الجوزي بتفسيره... فهل سأل صلى الله عليه وآله وسلم أو لا؟! وعلى تقدير السؤال، فما كان الجواب؟!
قال ابن الجوزي: " وعند المفسرين أنه لم يسأل، على القولين " (4).
أقول:
فلا جواب عندهم عن السؤال، أو أن هناك جوابا صحيحا مطابقا

(١) الوسيط في تفسير القرآن ٤ / ٧٥.
(٢) معالم التنزيل ٥ / ١٠٢.
(٣) تفسير ابن كثير ٤ / ١١٥.
(٤) زاد المسير ٧ / 139.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست