مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢١١
علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (عليهم السلام)، وتقر عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسي إلى هاهنا، وإن أعش أرى ما يقر الله به عيني، فأكون معكم في السنام الأعلى؟
ثم أقبل الشيخ ينتحب ينشج ها ها ها حتى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) يمسح بإصبعه الدموع من حماليق (1) عينيه وينفضها.
ثم رفع الشيخ رأسه، فقال لأبي جعفر (عليه السلام): يا بن رسول الله! ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبلها، ووضعها على عينيه وخده، ثم حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثم قام فقال: السلام عليكم.
وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) ينظر في قفاه وهو مدبر، ثم أقبل بوجهه على القوم، فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
فقال الحكم بن عتبة: لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس (2).
حبهم عليهم السلام لا يباع:
تعال معي لنأخذ الدروس والمواقف من السلف الصالح الذين أحبوا

(١) الحماليق: واحدها: " حملاق "، وهي العين، بالكسر والضم كعصفور، باطن أجفانها الذي يسود بالكحلة، أو ما غطته الأجفان من بياض المقلة أو باطن الجفن الأحمر، الذي إذا قلب للكحل رأيت حمرته، أو ما لزق بالعين من موضع الكحل من باطن. القاموس المحيط ٣ / ٢٢٤ مادة " حملاق ".
(٢) الكافي ٨ / 76 ح 30.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 207 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست