مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٨٢
الباب الثالث في ذكر طرف من الوجوه الفارقة بين المهدي المنتظر وبين المسيح بن مريم عليهما الصلاة والسلام إعلم - رحمك الله - أن هذا الباب هو المقصود بالأصالة، والداعي إلى جمع هذه الرسالة، وأن ما تقدم إنما هو كالتمهيد له، فنقول وبالله نستعين:
قد مر عليك آنفا قول العلامة السفاريني: إن الصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى.
إذا تقرر هذا فاعلم: أن المتأمل في الأحاديث النبوية، والآثار المروية تظهر له فروق شتى بين خروج المهدي المنتظر آخر الزمان، وبين المسيح عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وآله وعليه وسلم.
1 - فمنها: ما ورد في الأحاديث المستفيضة من كون المهدي من هذه الأمة، وأنه من ولد فاطمة عليها الصلاة والسلام، وأنه من ذرية الحسين السبط الشهيد (عليه السلام).
ولا ريب أن ابن مريم (عليه السلام) ليس من هذه الأمة المرحومة، بل هو من أنبياء بني إسرائيل، ولا هو من ولد فاطمة صلوات الله وسلامه عليه وعليها، بل هو ابن مريم العذراء، ليس له أب فضلا عن كونه من ذرية الحسين عليه الصلاة والسلام، وهذا مما أطبق عليه بنو آدم أبد الآبدين، وهو من أعظم
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست