مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٢٢٢
الأمر الثاني:
كلمات أئمة الرجال، فالمستفاد منها أنهم كانوا يعدونهما اثنين لا واحدا، بل يظهر منهم أن مسعدة بن صدقة كان عاميا بتريا، ومسعدة بن زياد كان إماميا، إذ ورد في رجال النجاشي في ترجمة مسعدة بن زياد: ثقة عين - من غير إشارة إلى فساد مذهبه - وقد أثبتنا في محله أن إطلاق لفظة " ثقة " يدل على صحة مذهب الراوي، خصوصا في رجال النجاشي الذي يتعرض لذكر مذهب الرواة أكثر من غيره.
وفي محاسبة النفس لابن طاووس: 14 " رأيت في كتاب مسعدة بن زياد من أصول الشيعة... ".. فتأمل.
ويؤيد صحة مذهب مسعدة بن زياد ما ورد في الكافي 1 / 531 ح 8 بسنده عن محمد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله ومحمد بن الحسين... عن أبي سعيد الخدري، قال: كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر، أقبل يهودي من عظماء يثرب... حتى رفع إلى عمر فقال له: يا عمر! إني جئتك أريد الإسلام، فإن أخبرتني عما أسألك عنه، فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه.
قال: فقال له عمر: إني لست هناك، لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه، وهو ذاك - فأومأ إلى علي (عليه السلام) -.
فقال له اليهودي: يا عمر! إن كان هذا كما تقول، فما لك ولبيعة الناس؟! وإنما ذاك أعلمكم، فزبره!
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست