مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٨١
انتهى.
فعلم من هذا أن لفظة " منكر " زيادة منكرة ليست من كلام الترمذي، وإلا لما كان هذا الحديث من شرط كتاب البغوي، بل حكى فيه عن أبي عيسى أنه قال: غريب، وزاد عليه هو قوله: إن إسناده مضطرب.
ويشهد لما ذكرنا أيضا أن الفيروزآبادي حكى عن الترمذي أنه قد حسن هذا الحديث (1).
وحكى المحب الطبري في ذخائر العقبى (2) عن الترمذي أنه قال:
حديث حسن، وفي الرياض النضرة (3): حسن غريب.
ثم إنك لو تأملت إسناد حديث الباب لوجدته على شرط الحسن عند الترمذي، فيترجح بذلك أن صاحب الجامع الصحيح قد حكم بحسنه.
قال في العلل الصغير (4): كل حديث يروى، لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذا، ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن. انتهى.
فإن قال قائل:
إن الترمذي لا يعتمد على تصحيحه وتحسينه.
قيل له:
هذا فيما إذا تفرد بالتصحيح أو التحسين، أما إذا وافقه في ذلك غيره

(١) أشعة اللمعات ٤ / ٦٦٦، نفحات الأزهار ١٠ / ١٩٨ و ٢٦٤.
(٢) ذخائر العقبى: ٧٧.
(3) الرياض النضرة 2 / 159.
(4) سنن الترمذي (الجامع الصحيح) 5 / 758.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست