مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٣٢
العامة، لأن الله جعل عاقبة * (من يطع الله ورسوله) * أن يكون معهم، فالكون معهم هو رمز الهداية والفلاح، والفوز والنجاح. فهذا وجه لدلالة الآية على الولاية العامة لأئمة أهل البيت.
ووجه آخر، هو: أن هذه الآية تفسير لقوله تعالى: * (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم) * كما نص عليه القرطبي (1)، وقد تقدم دلالة تلك الآية على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.
ووجه ثالث، هو: إن الله تعالى لما ذكر مراتب أوليائه في كتابه بدأ بالأعلى منهم وهم النبيون، ثم ثنى بالصديقين، ثم ذكر الشهداء، فالصالحين، وهذه الصفات الثلاثة مجتمعة في أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ولا ريب في أن من اجتمعت فيه تلك الصفات مقدم على الذين وجدت فيهم وتفرقت بينهم.
بل قال بعضهم: إن المراد في هذه الآية هو الشخص الواحد الموصوف بها (2)، وليس إلا أمير المؤمنين، فهو المتعين للخلافة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
5 - ولعل ما تقدم هو المقصود من قول أمير المؤمنين عليه السلام:
" أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتري " (3).

(١) تفسير القرطبي ٥ / ٢٧١.
(٢) تفسير الرازي ١٠ / 171.
(3) أخرجه الحاكم وصححه على شرطهما في المستدرك على الصحيحين 3 / 112، وهو بسند صحيح عند ابن ماجة في سننه 1 / 44، وفي الخصائص - للنسائي -:
46، وله مصادر كثيرة.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست