مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٣٤٤
كما فعل أسيادهم من قبل في التجسس على أعلام الشيعة لأجل القضاء عليهم، وتصفيتهم.
وقد تم لهم ما أرادوا، فلازم ذلك الرجل مجلس السيد القاضي نور الله بصفة طالب العلم، إلى أن عرف - من طول الملازمة والخدمة - أن قاضي الهند وفقيهها هو من أكبر دعاة الحق، مع تمكنه من الاطلاع على مؤلفات السيد لا سيما كتابه الخالد (إحقاق الحق) الذي لم يبق فيه حجة لناصبي عنيد إلا وقد جعلها هشيما تذروه الرياح.
لقد استكتب الرجل الشقي نسخة من (إحقاق الحق)، وأتى بها إلى السلطان في الوقت الذي أشعلت فيه حساد الشهيد نار غضب جهانكير شاه التيموري ملك البلاد، على السيد الجليل، فأمر - لعنه الله ومن آزره - بقتله بصورة بشعة، إذ جردت ثيابه عن جسده الشريف، ثم ضرب بالسياط الشائكة حتى تناثر لحم بدنه الشريف الطاهر، وذلك في سنة 1019 ه‍ على أشهر الأقوال.
وهكذا قضى السيد التستري نحبه شهيدا وحيدا فريدا تحيط به زمر الأوغاد، ومحرفوا الكلم عن مواضعه منكل مكان - ثم دن جثمانه الطاهر في بلدة أكبر آباد بالهند، ومرقده الشريف معروف يزار للتبرك والتقرب إلى الله تعالى به.
* (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) *.
كان الشهيد القاضي نور الله التستري (قدس سره) علما في عصره، ومتكلما، وأديبا بارعا، وبحرا في الفقه والأصول والحديث والعربية. أثنى عليه جميع من ترجم له غاية الثناء، حتى وصفوه بالشهيد الثالث ولعل خير ما يدل على علمه وطول باعه في علوم الشريعة الغراء كثرة
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست