مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ١٣٧
ثم قال: " قالا: إنا نعطيك ما سألتنا " والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل شيئا، وإنما دعاهما إلى الإسلام وما جاء به القرآن، فأبيا، فآذنهم بالحرب، فطلبا منه الصلح وإعطاء الجزية، فكتب لهما بذلك وكان الكاتب عليا عليه السلام.
ثم إن البخاري - بعد أن حذف حديث المباهلة وأراد إخفاء فضل أهل الكساء - وضع فضيلة لأبي عبيدة، بأنهما قالا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ابعث معنا رجلا أمينا " فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح...
لكن في غير واحد من الكتب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إليهم عليا عليه السلام، وهذا ما نبه عليه الحافظ وأراد رفع التعارض، فقال: " وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي بعث عليا إلى أهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم، وهذه القصة غير قصة أبي عبيدة، لأن أبا عبيدة توجه معهم فقبض مال الصلح ورجع، وعلي أرسله النبي بعد ذلك يقبض منهم ما استحق عليهم من الجزية ويأخذ ممن أسلم منهم ما وجب عليه من الصدقة. والله أعلم " (1).
قلت:
ولم أجد في روايات القصة إلا أنهما " أقرا بالجزية " التزما بدفع ما تضمنه الكتاب الذي كتبه صلى الله عليه وآله وسلم لهم، ومن ذلك: ألفا حلة " في كل رجب ألف، وفي كل صفر ألف " وهذه هي الجزية، وعليها جرى أبو بكر وعمر، حتى جاء عثمان فوضع عنهم بعض ذلك! وكان مما

(1) فتح الباري - شرح صحيح البخاري - 8 / 77.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست