النبوية الثابتة الصحيحة الواردة بشأنها - كما اعترف هو أيضا - بشبهات واهية وكلمات متهافتة، ومن راجع كتب الأصحاب في بيان الاستدلال بالآية المباركة - على ضوء السنة المتفق عليها - عرف موارد النظر ومواضع التعصب في كلامه...
وقد ذكرنا نحن أيضا طائفة من الأحاديث المشتملة على وقوع إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم عنه من الله سبحانه بإرادته التكوينية غير المنافية لمذهب أهل البيت في مسألة الجبر والاختيار.
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عين المراد من (أهل البيت) عليهم السلام: في الآية المباركة بعد نزول الآية المباركة ودعا لهم أيضا ولا ريب في أن دعاءه مستجاب.
كما علمنا من الخصوصيات الموجودة في نفس الآية، ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في معناها أن الآية خاصة بأهل البيت - وهذا ما اعترف به جماعة من أئمة الحديث كالطحاوي وابن حبان تبعا لأزواج النبي وأعلام الصحابة - وأنها نازلة في قضية خاصة، غير أنها وضعت ضمن آيات نساء النبي، وكم له من نظير، حيث وضعت الآية المكية ضمن آيات مدنية أو المدنية ضمن آيات مكية.
وقد دلت الآية المباركة والأحاديث المذكورة وغيرها على أن عنوان (أهل البيت) - أي: أهل بيت النبي - لا يعم أزواجه، بل لا يعم أحدا من عشيرته وأسرته إلا بقرينة.
هذا، وفي صحيح مسلم في ذيل حديث الثقلين عن زيد بن أرقم أنه سئل: هل نساؤه من أهل بيته؟ قال: (لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها)...
وهذا هو الذي دلت عليه الأحاديث.