مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٧٨
الفصل الرابع في تناقضات علماء السنة تجاه معنى الآية وجاء العلماء... وهم يعلمون بمدلول الآية المباركة ومفاد الأحاديث الصحيحة الواردة بشأنها... وهم من جهة لا يريدون الاعتراف، لأنه في الحقيقة نسف لعقائدهم في الأصول والفروع... ومن جهة أخرى ينسبون أنفسهم إلى (السنة) ويدعون الأخذ بها والاتباع لها... فوقعوا في اضطراب وتناقضت كلماتهم فيما بينهم، بل تناقضت كلمات الواحد منهم...
فمنهم من وافق الإمامية، بل - في الحقيقة - تبع السنة النبوية الثابتة في المقام وأخذ بها، ومنهم من وافق عكرمة الخارجي ومقاتل المجمع على تركه.
ومنهم من أخذ بقول الضحاك الضعيف، خلافا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكبار الصحابة.
فهم على طوائف ثلاث:
ونحن نذكر من كل طائفة واحدا أو اثنين:
فمن الطائفة الأولى:
أبو جعفر الطحاوي (46) قال: (باب بيان مشكل ما روي عن

(٤٦) أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة المصري الحنفي - المتوفى سنة: ٣٢١ ه‍ - توجد ترجمته مع الثناء البالغ في: طبقات أبي إسحاق الشيرازي: ١٤٢، والمنتظم ٦ / ٢٥٠، ووفيات الأعيان ١ / ٧١، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٠٨، والجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ١٠٢ وغاية النهاية في طبقات القراء ١ / ١١٦، وحسن المحاضرة وطبقات الحفاظ: ٣٣٧ وغيرها.
وقد عنونه الحافظ الذهبي بقوله: (الطحاوي الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها) قال: (ذكره أبو سعيد ابن يونس فقال: عداده في حجر الأزد، وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله) قال الذهبي: (قلت: من نظر في تواليف هذا الإمام علم محله من العلم وسعة معارفه...) سير أعلام النبلاء ١٥ / 27 - 32.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست