ترجمة المؤلف هو: السيد ضياء الدين القاضي نور الله ابن السيد العلامة شريف الدين ابن السيد ضياء الدين، ينتهي نسبه الشريف إلى السيد الجليل أبي الحسن علي المرعشي - المعروف في كتب التراجم الشيعية والسنية - المتصل نسبه بالإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ولد - قدس سره الشريف - من أبوين مرعشيين عالمين في بلدة (تستر) من خوزستان سنة 956 ه، ولهذا يقال له: التستري - معرب شوشتر - أو:
المرعشي، نسبة إلى بلدة مرعش - بين الشام وتركيا - التي سكنها جده الأعلى السيد الزاهد الفقيه المحدث أبو الحسن علي المرعشي المتقدم.
أخذ الشهيد التستري العلم - في أوان شبابه - من علماء بلدته تستر، وأولهم والده السيد شريف الدين، فقرأ عليه الكتب الأربعة، وكتب الأصول والفقه والكلام، كما أخذ عن كثيرين غ يره، ثم انتقل من تستر إلى مدينة مشهد المقدسة وكان عمره يوم ذاك ثلاثا وعشرين سنة، وحضر في مشهد درس المولى عبد الواحد التستري، وكان من مشاهير أهل الفضل في عصره، كما أخذ عن غيره من فطاحل العلماء في هذه المدينة المقدسة، ثم انتقل بعد ذلك إلى بلاد الهند سنة 993 ه ولما يبلغ الأربعين بعد أن تأكد له أن هذه البلاد لا ترفع فيها راية لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وما أن وصل إلى الهند حتى قربه سلطانها (أكبر شاه) لعلمه الجم وأدبه وفضله ونسكه وورعه، فرقي أمره وحسن حاله جاها ومالا ومنالا حتى نصبه الملك المذكور للقضاء والإفتاء، وقد كان هذا المنصب لا يتسنمه - في تلك البلاد - إلا من فاق أقرانه علما، وكان الشهيد السعيد - على الرغم من كثرة