مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ١٢٦
12 - الحافظ السمهودي، صاحب (جواهر العقدين).
وخامسا: إنه يكفي للاحتجاج سند واحد من أسانيد واحد من ألفاظه، لكن هذا الحديث من الأحاديث المتواترة قطعا، إذ رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من ثلاثين من صحابته، ورواته من الأئمة والحفاظ والمحدثين عبر القرون كثيرا جدا (3).
وسادسا: إن دلالة حديث الثقلين على ما تذهب إليه الشيعة - وهو حصر وجوب الاتباع في الأئمة من أهل البيت عليهم السلام - واضحة جدا على من له أدنى معرفة بألفاظ اللغة العربية وأساليبها... لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قرنهم بمحكم الكتاب العزيز، فكما يجب الأخذ والاتباع لما في الكتاب، ولا يجوز تقديم غيره عليه، كذلك الأئمة.
ولا بأس بإيراد نصوص عبارات بعض المحققين من أهل السنة في الاعتراف بما قلناه:
قال الحكيم الترمذي: (حض على التمسك بهم، لأن الأمر لهم معاينة، فهم أبعد عن المحنة) (4).
وقال النووي: (قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم: وأنا تارك فيكم ثقلين، فذكر كتاب الله وأهل بيته. قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما، وقيل: لثقل العمل بهما) (5).
وقال ابن الأثير: (فيه (6): إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل. ويقال لكل شئ خطير

(3) أنظر: الأجزاء الثلاثة الأولى من كتابنا الكبير (نفحات الأزهار).
(4) نوادر الأصول. عنه شرح المواهب اللدنية 7 / 5.
(5) المنهاج في شرح صحيح مسلم 15 / 180.
(6) أي: في الحديث.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست