مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٤٠٣
الأسلوب، ورصانة العبارة، مع استيعاب المادة الأساسية من دراية علوم الحديث.
ولقد ضمنها الشيخ رحمه الله تعالى آراءه في هذا المجال، وبين الاشتباه والخطأ الذي وقع فيه غيره في بعض الموارد منها، كما أنه تمتع بالحرية والاستقلالية في اختيار الآراء، فكثيرا ما نجده يخالف الشهيد الثاني ومشهور العامة في آرائه لعله محق في ذلك، كما أنه أعرض عن إيراد بعض المصطلحات لقلة وقوعها في أحاديثنا (16)، لذا يعد البهائي صاحب رأي في هذا الحقل، ورأيه يعول عليه.
وتجدر الإشارة إلى دقة الشيخ البهائي في تحديد مفهوم كل مصطلح من المصطلحات من دون أن يحصل التداخل بينها رغم كثرتها، كما حصل لغيره ممن كتب في هذا الفن.
ثم إن الشيخ قام بتقسيم جديد أكثر دقة للمصطلح، وإن خالف في ذلك الشهيد الثاني في منهجة كتاب " الدراية " التي جاءت على طبق بعض كتب العامة تقريبا.
فلقد قسم الخبر إلى متواتر وآحاد.
وقسم خبر الآحاد إلى أقسامه.
ثم بعد ذلك قسم الخبر باعتبار ما يعرض له.
ثم اختار الخبر المسند فقط فقسمه إلى صحيح وحسن وموثق وضعيف ومقبول.
بعد ذلك قسم الخبر بلحاظ الراوي إلى أقسام خمسة، وبلحاظ المروي كذلك.
ولعل هذا الأسلوب من التقسيم فاق غيره، ولقد اعتمده من كتب حديثا

(١٦) نهاية الدراية السيد حسن الصدر - 15 (طبعة الهند)
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست