مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ١٠٦
وقد اهتم - في أوليات ما اهتم - بالعلم، فركزت عليه النصوص المقدسة، من آيات كريمة، وأحاديث شريفة، وبعث ودعم - بالعمل والجد والسعي - محو الأمية ونشر القراءة والكتابة: تعليما، وتعلما، وتبليغا، وحفظا، وتدوينا، وجمعا، واحتفاظا، وتأليفا، وتخليدا.
المناهج العلمية عند المسلمين:
وقد سعى المتخصصون بالعلوم الإسلامية من المسلمين في وضع مناهج محصنة قوية لرعايتها وحمايتها، وخاصة النصوص المقدسة، والأحكام الأساسية.
وفي مقدمة المبرمجين لتلك المناهج هم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام، لاتصالهم بالوحي الإلهي وتميزهم بالإلهام.
وقد اتبعوا في وضع تلك المناهج طرق العقل السليم وأسباب قناعته، واعتمادا على ما يوصله الفحص الدقيق والاستقراء التام للمقنعات المعتمدة عند العرف والراجحة عند العقل والتي يقرها الشرع لعدم منافاتها لشئ من مسلماته ومقرراته.
طرق التحمل والأداء:
فحددوا للعلم الصحيح طرقا مأمونة موثوقا بها، عقلا، ومعولا عليها عرفا وعادة، فتمكنوا بذلك من الحفاظ عليه من الدس والتزوير والتصحيف والتحريف.
فكانت لهم - في هذا المجال - إبداعات لم يسبقوا إليها، وتحصينات وأفكار ومناهج تفردوا بها.
ومنها الطرق التي حددوها للرواية والنقل، فجعلوها للتحمل والتعلم، والأداء والتعليم، وحصروها في ثمانية، واختاروها باعتبارها المعتمدة على
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست