مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ١٨١
العلوم والآداب في أفواه من أمرت (12) في لهواته (13)، وشحطت (14) عن خطواته، وشق عليه ارتقاؤها واعتلاؤها.
فصار أكبر حظ العالم والأديب وأسعد أحواله أن ترضى منه فضيلة اكتسبها ومنقبة دأب لها، وأن ينتقدها عليه ناقد الفضائل (15) فلا يبهرجها " 16 " ويزيفها، وأن تنفق في السوق التي لا ينفق فيها إلا الثمين (17) ولا يكسد فيها إلا المهين.
ونسأل الله تعالى في هذه النعمة الدوام، فهي أكبر وأوفر من الاستضافة إليها والاستظهار بغيرها، وهو ولي الإجابة برحمته.
وإني لأرى من اعتقاد مخالفينا: " صعوبة الكلام في الغيبة (18) وسهولته علينا (19)، وقوته في جهتهم، وضعفه من جهتنا " عجبا!
والأمر بالضد من ذلك وعكسه عند التأمل الصحيح، لأن الغيبة فرع لأصول متقدمة، فإن صحت تلك الأصول بأدلتها، وتقررت بحجتها، فالكلام في الغيبة أسهل شئ وأقربه وأوضحه، لأنها تبتني على

(١٢) أمر، كمر، فعل من المرارة - ضد الحلاوة -، أنظر: لسان العرب ٥ / ١٦٦ - مرر.
(١٣) اللهوات، جمع اللهاة: وهي الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم. (الصحاح ٦ / ٢٤٨٧، لسان العرب ١٥ / ٢٦١ - ٢٦٢ - لها).
(١٤) الشحط: البعد. (الصحاح ٣ / ١١٣٥، لسان العرب ٧ / ٣٢٧ - شحط).
(١٥) في " ج ": للفضائل.
(١٦) البهرج: الباطل والردئ من الشئ (الصحاح ١ / ٣٠٠ - بهرج).
(١٧) في " ب ": اليمين.
(١٨) أي من جهة اعتقادهم بعدمها.
(١٩) كذا العبارة في النسخ الثلاث، وفي " رسالة في غيبة الحجة " المطبوعة في المجموعة الثانية من رسائل الشريف المرتضى، ص ٢٩٣، هكذا: فإن المخالفين لنا في الاعتقاد، يتوهمون صعوبة الكلام علينا في الغيبة وسهولته عليهم،...
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست