مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٢
ما صنعت، وبارك لي فيما كتبت، خاصة أني اقتفيت في هذا التتميم أثره، وسلكت منهجه.
وقد تجمعت لدي نصوص كثيرة من مخطوط الكتب ومطبوعها، قديمها وحديثها، نادرها ونفيسها، مما كان الوصول إليه والحصول عليه في زمان الحجة المؤلف أمرا عسيرا، ومجموع ذلك يغني لإثبات صحة الحديث، والكشف عن اتفاق أهل العلم والفضل عليه.
ولكن الذين * (يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * لم تطاوعهم نفوسهم لقبول فضائل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه أولها بما فيها من دلالات عميقة، فحاولوا تشويهها بشتى الأساليب، تمريرا لسياسة معاوية في التصدي لفضائل الإمام علي عليه السلام، تلك السياسة التي دبرها وعممها في مرسوم سلطاني يقول فيه:
برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته (1).
ثم كتب إلى عماله في جميع الآفاق:
إذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب، إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلى وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته (2).
قال الرواي: فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها!
فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر! (3).
وبهذه الجرأة والصلافة ملأوا كتبهم بالأكاذيب الكثيرة، والفضائل المجعولة،

(1) شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 11 / 44 عن كتاب " الأحداث " لأبي الحسن علي بن محمد المدائني.
(2) المصدر السابق: 11 / 46.
(3) المصدر السابق.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست