مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٠ - الصفحة ٥٢
- 8 - وجاء عمر يقول:
" كانت بيعة أبي بكر فلتة، وقى المسلمين شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه " (116).
* * * وبعد:
فما هو متن الحديث؟ وما هو مدلوله؟
قد عرفت سقوط هذا الحديث معنى على فرض صدوره...
وعلى الفرض المذكور... فلا بد من الالتزام بأحد أمرين: إما وقوع التحريف في لفظه، وإما صدوره في قضية خاصة...
أما الأول فيشهد به: أنه قد روى هذا الخبر بالنصب، أي جاء بلفظ " أبا بكر وعمر " بدلا عن " أبي بكر وعمر " وجعل أبو بكر وعمر مناديين مأمورين بالاقتداء (117).
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر المسلمين عامة بقوله " اقتدوا " - مع تخصيص لأبي بكر وعمر بالخطاب - " باللذين من بعده " وهما " الكتاب والعترة "، وهما ثقلاه اللذان طالما أمر بالاقتداء والتمسك والاعتصام بها (118).
وأما الثاني فهو ما قيل. من أن سبب هذا الخبر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان سالكا بعض الطرق، وكان أبو بكر وعمر متأخرين عنه، جائيين على عقبه،

(١١٦) صحيح البخاري ٥ / ٢٠٨، الصواعق المحرقة: ٥. تاريخ الخلفاء: ٦٧.
(١١٧) تلخيص الشافي ٣ / ٣٥.
(١١٨) راجع حديث الثقلين بألفاظه وطرقه ودلالاته في الأجزاء الثلاثة الأولى من " خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار " بقلم على الحسيني الميلاني.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست