مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ٢١٩
واعتبارا بما أنه قد تستهجن في العادة مؤاخذة العبد لمثله، كان محلا لصفح سيده عنه.
واعتبارا بما أنه قد تستهجن في العادة مؤاخذة العبد لمثله، إذا حكمه سيده فيه، وأطلق له قيد تسويغ الانتقام منه.
فكذا يليق بمن أقدره سيد الخلائق على عبده، وهو مثله، أن يتجاوز عنه.
واعتبارا بما أن الذنب لا يخلو أن يكون صغيرا أو كبيرا.
فإن كان الأول، فغير مستبدع صفح عن جرم صغير وذنب يسير.
وإن كان الثاني، فالأخذ بالحلم ألزم، اعتبار بكثرة الثواب في جانب المسامح، ووفور الشكر.
وهذا المعنى لا يحصل قبل سفه سعر نارا بردها الحلم.
وقد نبه الغنوي على هذا بقوله في مرثية أخيه:
حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت * حبا (161) الشيب للقرن اللجوج غلوب ولقد أحسن الكميت - رحمه الله تعالى - في مدحه الغرر من بني هاشم عند الصفح ووفور الجرائم، فقال:

(161) الحبا: جمع حبوة، وهي أن يجمع الجالس بين ظهره وساقيه بعمامة ليستند.
(٢١٩)
مفاتيح البحث: الشكر (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست