مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ٢١٢
إذا الناس غطوني تغطيت عنهم * * وإن بحثوني كان فيهم مباحث وإن كان مأمونا فالإشكال على المغتاب لمثله أشد.
ومن مستفظع الغيبة الإشارة بها إلى من لم يصدر عنه أذى.
ومن شواهد قبحها والبواعث على حسن تركها، كونها شعارا لأرباب السفه والغفلة.
ثم إن الغيبة إما أن تؤثر ضررا في جانب المغتاب أو لا.
فإن لم تؤثر ضررا فما حصل المغتاب غرضه، بل حصل بمجرد الإثم ودنس الغيبة وفنون أخطارها، أو فنون من أخطارها.
وإن أثرت ضررا فهو إما في نفس، أو عرض، أو مال، أو ما يترتب من ذلك.
وأخطار ذلك شديدة.
وإذ قد وضح قبح الغيبة في جانب من عرف عيبه.
فما ظنك بها في جانب من عرفت نزاهته، أو شك فيها.
وذلك تمام القسمة.
وقد يكون لذكر الشخص بالقبيح من فعاله وجه حسن، إذا كان المقول فيه معلنا (153).
والغرض بعيبه وجه الله تعالى على الشروط المعتبرة.
أو على سبيل الشكوى من فاعل القبيح، ليدفع الذام ظلمه

(153) أي معلنا بالقبيح.
(٢١٢)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الشكوى (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست