مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٦ - الصفحة ١٦٨
في كربلاء وأصبحت إحدى المراكز العلمية المهمة كالنجف والحلة وبغداد.
وقد عرف عنه رياضته وعبادته إضافة لمعرفته بالعلوم الغريبة، وقد أشار غير واحد - نتيجة هذا المسلك - إلى أن له ميلا إلى مذهب الصوفية، واحتمل السيد الأمين بعد نقله عبارة اللؤلؤة - حيث قال: إلا أن له ميلا إلى مذهب الصوفية، بل تفوه به في بعض مصنفاته (7) - أن يكون فيها غمز فانبرى للدفاع عن المترجم له فقال: " وهذا منه عجيب، فالتصوف الذي ينسب إلى هؤلاء الأجلاء مثل ابن فهد وابن طاووس والخواجة نصير الدين والشهيد الثاني والبهائي وغيرهم ليس إلا الانقطاع إلى الله جل شأنه والتخلي عن الخلق والزهد في الدنيا والتفاني في حبه تعالى وأشباه ذلك، وهذا غاية المدح لا ما ينسب إلى بعض الصوفية متا يؤول إلى فساد الاعتقاد كالقول بالحلول ووحدة الوجود وشبه ذلك، أو فساد الأعمال كالأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير منهم في مقام الرياضة أو العبادة وغير ذلك " (8). ومثل هذا الرمي والدفاع وقع في ترجمة الحافظ البرسي ودفاع العلامة الأميني - أعلى الله مقامه - عنه (9).
ولم يصل إلينا عن حياة هذا العالم الجليل - كغيره من العلماء - إلا المقتضب اليسير، فيذكر أن له مناظرات أهمها تلك التي وقعت في زمان الميرزا أسبند التركماني الذي كان واليا على العراق حيث تصدى ابن فهد لإثبات مذهبه وإبطال مذهب غيره في مجالس الميرزا التركماني المذكور فغلب جميع علماء العراق الذين كان غالبهم في ذلك المجلس وهم على خلاف رأيه، فانتقل الميرزا المذكور إلى مذهبه وجعل السكة والخطبة باسم أمير المؤمنين وأولاده الأئمة الأحد عشر عليهم السلام (10) وقد جهدت على الحصول على نص المناظرة فلم أظفر بها،

(٧) لؤلؤة البحرين:
(٨) أعيان الشيعة ١: ١٤٧.
(٩) الغدير ٧: ٣٣ - 37.
(10) ذكر أصل هذه الحادثة المامقاني في تنقيح المقال 1: 92 - 93، والشوشتري في مجالس المؤمنين 1: 580 و 2: 395.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست