مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ٩٩
يكون قد سقط عنهم من القرآن شئ، حملا على ما وصفوا من كيفية جمعه " (84).
وقال القرطبي: " قال أبو عبيد: وقد حدثت عن يزيد بن زريع، عن عمران بن جرير، عن أبي مجلز، قال: طعن قوم على عثمان رحمه الله - بحمقهم - جمع القرآن، ثم قرأوا بما نسخ " (85).
وقال: " قال أبو عبيد: لم يزل صنيع عثمان - رضي الله عنه - في جمعه القرآن يعد له بأنه من مناقبه العظام، وقد طعن عليه فيه بعض أهل الزيغ، فانكشف عواره ووضحت فضائحه " (86).
وقال أيضا: " قال الإمام أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن محمد الأنباري: ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته ما يوجبه الحق والإنصاف والديانة، وينفون عنه قول المبطلين وتمويه الملحدين وتحريف الزائغين، حتى نبغ في زماننا هذا زائغ زاغ عن الملة وهجم على الأمة بما يحاول به إبطال الشريعة التي لا يزال الله يؤيدها ويثبت أسها وينمي فرعها ويحرسها من معايب أولي الجنف والجور ومكائد أهل العداوة والكفر.
فزعم أن المصحف الذي جمعه عثمان رضي الله عنه - باتفاق أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] على تصويبه فيما فعل - لا يشتمل على جميع القرآن، إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف، قد قرأت ببعضها وسأقرأ ببقيتها، فمنها [والعصر - ونوائب الدهر -] فقد سقط من القرآن على جماعة المسلمين " ونوائب الدهر " ومنها [حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس - وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها -] فادعى هذا الإنسان أنه سقط عن أهل الإسلام من القرآن " وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها " وذكر مما يدعي حروفا كثيرة... " (87).

(٨٤) إعجاز القرآن: ٤١.
(٨٥) الجامع لأحكام القرآن ١: ٨٤.
(٨٦) الجامع لأحكام القرآن ١: ٨٤.
(٨٧) الجامع لأحكام القرآن 1: 81 - 82.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست