مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٢٦
محمد، عن أبيه.
وعن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر: إن فاطمة وزنت شعر الحسن والحسين فتصدقت بوزن ذلك فضة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن سعيد بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: ما بلغ زنة شعورهما درهما.
ذكر تسمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين رحمهما الله ورضي عنهما قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما، واشتق اسم حسين بن حسن (13).
قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد البجلي، قالا:
حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني مالك بن أبي الرجال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما.
قال: أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال علي: كنت رجلا أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حربا فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن.
قال: فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب الحرب فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسين، وقال إني سميت ابني هذين باسمي ابني هارون شبرا وشبيرا (4).

(13) ورواه عنه الحافظ ابن عساكر.
(14) هل إن راوي هذه الأحاديث يريد الإشارة إلى ما يدعيه الجاحظ في عثمانيته أن عليا - عليه السلام - لم يكن شجاعا، بل كان مجعولا على حب الحرب؟ ويمكن أن يستشهد على ذلك بخلو الحديث الثاني عن قوله: " وكنت رجلا أحب الحرب ".
وشهادة الحديثين الآخرين بتسمية الثالث، ومن القوي أنه لم يولد لها في حياة النبي - صلى الله عليه وآله - ولد ثالث.
ويبعد كل ذلك تكرار التسمية بالحرب خلافا على النبي - صلى الله عليه وآله - وعلي أسمى من أن يتقدم بالتسمية على ابن عمه العظيم فضلا عن أن يخالفه!
وفي الحديث الأخير ما يشين بشأنهما - عليهما صلوات الله - حيث أن النبي - صلى الله عليه وآله - يؤكد التوبيخ بقوله: " ما شأن حرب " فلا يطاع كمن لا شأن له بنفسه ولا لتوبيخه وزجره! وعلي - عليه السلام - لا يطيع كمن لا يريد الانصياع بتا!!!
ثم ما هذا الالحاح الذهني لدى الإمام علي - عليه السلام - بتسميتهما ب‍ " حرب "؟! فكتب التواريخ كلها تذكر أن بين ولادة الحسن وولادة الحسين - عليهما السلام - ستة أشهر، وبين ولادة الحسين وولادة محسن - عليهما السلام - سنوات عدة، فخلال كل هذه الفترة التاريخية ما زال " حرب " يمثل هاجسا لدى الإمام علي - عليه السلام - بتسميتهما بذلك فهل هذه حالة طبيعية؟!
ثم لو كان المانع من التسمية هو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نفسه، فلماذا لم يسم الإمام علي - عليه السلام - بعد وفاته - صلى الله عليه وآله وسلم - أي ولد من أولاده - على كثرتهم - باسم " حرب "؟!
كل ذلك بالإضافة إلى المعارضة بينها وبين الحديث القائل بتسميتهما باسمي حمزة وجعفر.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست