أحاديث المهدي من ولد العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم نسب الإمام المهدي في مجموعة من الأحاديث إلى العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسوف نستعرض جميع تلك الأحاديث الواردة في كتب السنة، ليتضح أنها ليست من نمط الأحاديث المتعارضة حقيقة مع كون المهدي من ولد فاطمة الزهراء عليها السلام ومن ذرية السبط الشهيد عليه السلام.
وأنه لا يصح التمسك بها بتصريح أرباب هذا الفن من علماء أهل السنة لرد الأحاديث الصحيحة بحجة معارضتها لها، لثبوت ضعفها عندهم، واتهام بعض رواتها بالكذب في كتب الرجال.
وأما ما قيل عن صحة بعضها فلا يصح جعله معارضا لغيره من الصحيح الثابت، لأن من شرط التعارض هو التساوي في كل شئ بين المتعارضين، وليس الاكتفاء بشرط الصحة.
فقد يروى خبر ما بطريق معتبر، ولكن تشهد قرائن خارجية عنه بمخالفته للواقع.
وقد يروى خبر آخر بطريق واحد أو طريقين، ويروى ما تعارض معه بعشرات الطرق، وعندها لا يصح اعتبارها من المتعارضين على فرض وثاقة رواتهما، ذلك لأن شهرة الخبر وكثرة رواته وتعدد طرقه من المرجحات على غيره المساوي له من حيث صحة النقل، فالتعارض في مثل هذا يكون تعارض من حيث صحة النقل لا غير، ولا تعارض بينها من حيث الشهرة وتعدد الطرق، ونحوهما من المرجحات الأخرى.