ما اختلف وتعارض من أحاديث المهدي عليه السلام - السيد ثامر العميدي - ج ١ - الصفحة ٢
يمثل ثقافة تلقينية أصابها اليأس والإحباط المستمر، مع افتقاره التام إلى معرفة الأسس والقواعد العلمية النقدية الثابتة - خصوصا في علم الحديث الشريف - التي تؤطر كل دراسة حديثية نقدية بشروط القبول.
ولا عذر لمثل هذا، إذ لم تعد مسألة نقد الحديث، مسألة نسبية تختلف باختلاف الناس وتباين ثقافاتهم.
ومن ثم فإن السنة المطهرة نفسها قد أرست بعض القواعد النقدية العامة، والتي يمكن توظيفها لمواجهة الخطأ.
فالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم علمنا مكارم الأخلاق، وهو - بأبي وأمي - لم يكن فظا غليظ القلب، وإلا لانفضوا من حوله، وإنما كان في مواجهته للفكر الجاهلي المتعسف على خلق عظيم بشهادة السماء.
والأمة التي استطاعت أن تواجه الخطأ بهدي سيرته صلى الله عليه وآله وسلم حتى استطاعت - وبمدة وجيزة - أن تقيم صرح حضارة امتدت جذورها إلى أقصى الأرض، لقادرة على هذا أيضا.
والذي يحز في النفس ألما، أن أمتنا قد فقدت المواجهة الصحيحة للخطأ، وعادت رويدا رويدا إلى جاهلية من نوع آخر، فيها من روح الابتعاد عن القرآن الكريم والسنة المطهرة الشئ الكثير، فما أحوجنا اليوم إلى حوار صادق، ونقد بناء، ورجوع حثيث إلى الكتاب والسنة!
كما أننا بحاجة ماسة إلى معرفة تراثنا الحديثي، لا فرق في ذلك بين كتب الحديث السنية أو الشيعية، فهي كلها في نظر غير المسلم من تراث الإسلام، وإلى كيفية تنمية المهارات العلمية والقدرات الكفوءة وتوظيفها لخدمة هذا التراث وبنقد يجيد صاحبه التعامل مع الآخرين من منطلق واع يهدف إلى تحقق غرض النقد وأهدافه، مع التحلي بأدب الإسلام، ونبذ التصورات الخاطئة، وتجنب إساءة الظن وفكرة سحق الآخر!
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»