لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٨٣
معنى احتفاف وجود الممكن، بضرورة سابقة (1).
والمتتبع لمظان القاعدة وما أقاموه برهانا، على صحتها يقف على أن الوجه غير ذلك، حتى أن تفسير قولهم: " الممكن محتف بالضروريات " بما ذكره (قدس سره) خاطئ جدا. فلاحظ شرح المنظومة والأسفار.
ولك أن تستوضح الحال من العلة المركبة، فإن وجود المعلول رهن جميع أجزاء العلة، لأن فقدان كل جزء من أجزاء العلة طريق لعدم المعلول، ويهدد وجوده فلا يوجد، إلا بوجود جميع الأجزاء، وعند ذاك يسد جميع أبواب العدم في وجه المعلول، ويصير واجب الوجود من جانب العلة. وإلا فلو افترضنا عندئذ احتمال تطرق العدم لزم أن لا يكون ما افترضناه علة تامة، كذلك، وهو خلف، فإذا كانت علة تامة وكانت أبواب العدم مسدودة، صار الفعل قطعي الوجود وواجبه.
ولأجل ذلك يقال: الشئ ما لم يجب وجوبا مفاضا من جانب العلة لم يوجد، ولكن استنتاج الجبر منه غريب جدا، وذلك إذ لا ملازمة بين وجوب الفعل وكون الفاعل له فاعلا موجبا، بل النسبة بين الأمرين عموم مطلق، فإن كل فاعل

(1) المحاضرات: 2 / 58.
(١٨٣)
مفاتيح البحث: الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»