لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٨٠
2. إن سمة الفعل الاختياري، هو كونه مسبوقا بالإرادة، ولكن الإرادة ليست أمرا إراديا، وإلا لتسلسل، فيكون أمرا اضطراريا، فيصير الفعل مثلها، لأن معلول الأمر الاضطراري اضطراري مثله وليس باختياري، فيلزم علينا دارسة الأصلين مادة واستنتاجا فنقول:
لا غبار على القاعدة، وأن وجود الشئ ملازم لوجوبه، وهو مفاد القاعدة الفلسفية المعروفة من: " إن الشئ، ما لم يجب لم يوجد ". وهي قاعدة محققة مبرهنة، ولكن استنتاج الجبر منها فكرة خاطئة، ومغالطة واضحة، حصلت من خلط الفاعل الموجب، بالفعل الموجب بالفتح، وسيتضح الخطأ في الاستنتاج.
أما برهان القاعدة: بإجماله: فهو أن وجود الشئ رهن سد باب العدم على وجهه بالقطع والبت، حتى يكون وجوده على وجه الوجوب ولكي ينقطع السؤال بأنه لماذا وجد، ولم ينعدم؟
توضيح البرهان:
إن نسبة الممكن سواء كان جوهرا أو عرضا، إلى الوجود والعدم متساوية، فليس في ذاته اقتضاء الوجود ولا اقتضاء
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»