عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١٠٤
أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال: حدثنا عبد الله بن المبارك - شيخ لنا كوفي ثقة - عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، قال: قال علي بن أبي طالب _ عليه السلام _: مررت يوما برجل - سماه لي - فقال: ما مثل محمد إلا كمثل نخلة نبتت في كباة (1) فأتيت رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فذكرت ذلك له، فغضب رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وخرج مغضبا وأتى المنبر ففرغت الأنصار إلى السلاح (2) لما رأوا من غضب رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _، قال: فما بال أقوام يعيروني بقرابتي وقد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله تعالى إياهم وما اختصهم به من إذهاب الرجس عنهم وتطهير الله إياهم؟ وقد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي ووصيي وما أكرمه الله به وخصه وفضله من سبقه إلى الاسلام، وبلائه فيه، وقرابته مني، وأنه مني بمنزلة هارون من موسى، ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حش؟ (3) ألا إن الله خلق خلقه وفرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين، وفرق الفرقة ثلاث شعب فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا حتى خلصت في أهل بيتي وعترتي وبني أبي (4) أنا وأخي علي بن أبي طالب، نظر الله [سبحانه] إلى أهل الأرض نظرة واختارني منهم، ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، من والاه فقد والى الله، ومن عاداه فقد عادى الله (5) ومن أحبه أحبه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، لا يحبه تتمة

(1) الكباة: المزبلة والكناسة والتراب الذي يكنس من البيت، قال الزمخشري في فائقه: الكبا - الكناسة وجمعه أكباء، وساق الكلام إلى أن قال: ومنه الحديث: إن أناسا من الأنصار قالوا له: إنا نسمع من قومك: إنما مثل محمد كمثل نخلة نبتت في كبا - وهي بالكسر والقصر -: الكناسة.
(2) فرغ إليه: إذا عمد وقصد، ويمكن أن يكون - بالزاي المعجمة والعين - كما في بعض النسخ وهو أنسب، وفزع إليه: أي استغاث واستنصر به وألجأ إليه.
(3) الحش - بالتثليث -: البستان، وقيل: النخل، ويكنى به عن المخرج لما كان من عادتهم أن يقضوا حاجتهم في البساتين.
(4) يعني به جده عبد المطلب.
(5) في بعض النسخ: من والاه والاه الله، ومن عاداه عاداه الله.
تتمة
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363